4 مارس 2008

لا يرضي بالذل إلا الذليل


  1. لا يرضى بالذل... إلا الذليل

  2. علمنا التاريخ أن شعباً يؤمن بالحرية إيمانه بحياته أقوى من أن يتحكم فيه طاغية… وأن شعباً يخلع عن نفسه رداء المذلة والهزيمة والهوان هو صخرة يتحطم عليها كل مستبد… وأن شعباً يستمسك بحقه في الحرية لن ينال منه ظالم فلن يرض بالمذلة إلا الذليل… ولن يقنع بالخنوع إلا جبان… ولن يستسلم للقهر إلا العبيد…!!إن الذين يحسبون أن الاستبداد هو مصدر الاستعباد واهمون… والذين يظنون أن القهر هو السبيل للعبودية مخطئون... والذين يرون أنه لا سبيل لمقاومة الطغيان مهزومون… والذين يرفعون شعارات الاستسلام لقوى القهر منافقون …والذين يرددون مزامير النفاق للطاغية كاذبون… وليدرك أولئك جميعاً أنه لولا الاستسلام لما وجد الطغيان… ولولا الاستعباد لما وجد الاستبداد… ولولا سكوت الناس على الظلم لما وجد ظالم… ولولا العبيد لما وجد الأسياد… ولولا رضاء الناس بالقهر لما وجد طاغية وجلاد…!!إن الذين ينافقون الحاكم ـ وصولاً إلى نفع أو تجنباً لأذى ـ إنما ينزلون بأنفسهم إلى منزلة العبودية أنهم يتخلون عن فضيلة الحرية التي وهبها الخالق للإنسان توج بها إنسانيته… وأنهم لا يدركون أن الحرية هي الحياة، وأنها شمس يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محروماً منها ظلت حياته ظلاماً حالكاً يتصل أوله بظلمة الرحم وأخره بظلمة القبر…!!وليدرك الناس جميعاً أنه إذا كانت العبودية هي الطريق إلى الطغيان، وإذا كان رضاء شعب بالمذلة سبيلاً إلى حكم الطغاة… فإن الذي لا ريب فيه هو أن النفاق هو الطريق إلى العبودية… فأهل النفاق هم الضالون المضلون…الخادعون الكاذبون… يتلونون ألواناً… يعيشون الظلام… أعدوا لكل حق باطلاً… ولكل قائم مائلاً ولكل حي قاتلاً… ولكل باب مفتاحاً… ولكل ليل مصباحاً… أنهم أسرى مشيئة الحاكم… وأصدقاء الكذب والرياء وحماة القهر والطغيان..!!إن المنافقين خصوم للصدق فلا يتعاملون مع حقائق… أنهم أنصار الزيف إنما يتنفسون إلا كذباً… يعلنون ـ في وقاحة ـ أن خطأ الحاكم هو الصواب المبين… ويصورون له الركود رواجاً… والإفلاس ثراء… والجهل نوراً… وغضب الناس تأييداً… فتراهم يؤيدون كل أمر ونقيضه.. أنهم مع الحاكم إذا جنح شرقاً أو غرباً.. ومع الحرية إذا اتخذها الحاكم شعاراً… وضد الحرية إذا ضاق بهاصدر الحاكم… ومع المعتقلات إذا ما فتحت أبوابها… أنهم مع كل شيء وضد كل شيء لكنهم في النهاية مع أنفسهم الأمارة بكل شر وسوء…!!إنني على يقين أن ذاكرة التاريخ أقوىمن أن تنسى نضال الشعب المصري لكن أكثر الطغاة لا يتذكرون… وعليهم أن يدركوا أنه لو دامت لمن سبقوهم ما وصلت إليهم!!.

0 التعليقات:

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP